عمل فني حول فدائية فلسطينية لفنان يهودي يثير سفير إسرائيل في السويد ويدفعه لتدميرها والشرطة تجليه بالقوة

\

لندن: علي الصالح تل أبيب: «الشرق الأوسط»
اثار السفير الاسرائيلي في استوكهولم امس ازمة دبلوماسية لم تكن في الحسبان بين الحكومتين الاسرائيلية والسويدية، بسبب ممارسته «البلطجية» الليلة قبل الماضية التي تمثلت بالحاق اضرار بجزء من معرض تاريخي تحت عنوان «الاختلاف» ضم عملا فنيا احتوى على صورة فدائية تفجيرية فلسطينية، وذلك خلال حفل الافتتاح الذي كان احد المدعوين اليه.
واضطر هذا التصرف المشين من السفير الاسرائيلي تسفي مازل، الشرطة السويدية الى التدخل واجلائه بالقوة عن قاعة المعرض.
وطلبت وزارة الخارجية السويدية من السفير مازل، تفسير الأسباب التي دعته إلى تخريب العمل الفني المعروض في المتحف التاريخي الذي يقام على هامش المؤتمر الدولي الرابع حول الابادة الذي تنظمه الحكومة السويدية ما بين 26 و28 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وقالت آنا لارسن، الناطقة بلسان الخارجية السويدية: «سنطلب منه تفسير تصرفاته، وسنوضح له ان تدمير الأعمال الفنية مسألة لا يتحملها العقل».
من جانبها، هددت وزارة الخارجية الاسرائيلية في تعقيبها الرسمي على تصرف ممثلها، بمقاطعة المؤتمر إذا تواصل عرض ما وصفته بـ«العمل الشنيع». وجاء في بيان الوزارة «التزمت الحكومة السويدية بعدم الربط بين المؤتمر الخاص بابادة شعب والصراع الدائر في الشرق الأوسط، لذلك يشكل العمل الشنيع الذي عرض في المعرض خرقاً فظاً لهذه التفاهمات. والحكومة الاسرائيلية تصر على إزالة هذا العمل من المعرض وإلا ستعيد النظر في مسألة مشاركتها في المؤتمر». ووقع الاعتداء مساء اول من امس خلال افتتاح معرض «الاختلاف» على هامش مؤتمر دولي حول الابادة، اذ أقدم السفير مازل، على تدمير عمل فني عرض في المتحف التاريخي في استوكهولم، لانه يحمل صورة الفدائية الفلسطينية المحامية هنادي جرادات، منفذة عملية مطعم مكسيم بمدينة حيفا في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي التي اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 21 اسرائيليا.
وكان السفير تسفي مازل من بين المدعوين لحضور افتتاح المعرض المقام في المتحف التاريخي بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الرابع عن الإبادة الجماعية. وحسب مصادر فان مازل الذي اغضبته اللوحة الفنية، قام بسحب أسلاك الكهرباء المتصلة بالعمل الفني وألقى مصباحا كهربائيا في الحوض. واثار تصرفه ارتباكا في القاعة واستدعيت الشرطة الى المكان. ولم يكن امام رجالها خيار سوى اجلاء السفير مازل عن المكان.
ونقل عن مدير المتحف كريستيان بيرغ القول ان السفير اصيب بنوبة غضب شديد لدى رؤيته للعمل. واضاف «لقد اقتلع مقابس التيار الكهربائي وألقى بأحد مصابيح الانارة في حوض الماء، الامر الذي تسبب في ماس كهربائي في المبنى وجعله خطيرا على حياة» الزوار. وتابع القول «في نهاية المطاف، اضطررنا الى اخراجه من المتحف». وأوضح بيرغ انه أدرك «ان هذا العمل الفني ربما يثير عواطف مازل، لكن تدميره كان أمراً غير مقبول». واضاف «اذا لم يعجبك ما ترى فيمكنك مغادرة مبنى المتحف».
وبرر مازل عمله المشين بالقول «كنت ارغب فعلا في رؤية ما انجزه الفنانون، لكن عيني وقعتا على صورة باسمة لامرأة نفذت اعتداء انتحاريا قتل فيه 21 شخصا في حيفا قبل بضعة اشهر». واضاف «كان ذلك شيئا لا يطاق واهانة لعائلات الضحايا. تعذر علي كسفير لاسرائيل ان ابقى متفرجا امام هذا العرض المغالط للحقيقة».
وقال مازل للاذاعة الاسرائيلية «لم يكن ذلك عملاً فنياً. كان أمراً فظيعاً. كان تحريفاً مشيناً للواقع». ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» في موقعها الالكتروني باللغة العربية عن مصادر إسرائيلية في استوكهولم قولها «ان صورة الانتحارية لم تعرض في المعرض، فقط، وإنما نشرت في الاعلانات التي دعت الجمهور لحضور المعرض الذي يحمل عنوان «نصنع التغيير». وأعربت هذه المصادر عن دهشتها لتصوير الشابة التي قتلت 21 شخصاً على انها تشكل رمزاً للتغيير. والعمل الفني الذي اثار اعصاب سفير اسرائيل هو من تصميم الفنان التشكيلي اليهودي الاسرائيلي درور فايلر المقيم في السويد مع زوجته غوتيلا سكولز فايلر، الذي وصف تصرف السفير بأنه «عمل تخريبي».